من أين لك هذا؟

من أين لك هذا؟

  • ٢٢ كانون الثاني ٢٠٢٤
  • غادة حدّاد

على وقع الأزمة المالية التي عصفت بلبنان عام 2019 وما شهده هذا العام من إنهيار للقطاع المصرفي، حدّد مصرف لبنان حجم السحوبات عام 2020، بـ 50 دولار أسبوعياً، أي 200 دولار شهرياً مقسّطة على 4 دفعات.

إلّا أنّ المحظيين في بلاد الأرز، ضربوا عرض الحائط كلّ الإجراءات االتي قامت بها المصارف. ومنهم القاضي صبّوح سليمان الذي قام بتحويل مبلغ بقيمة 96 ألف دولار أميركي من بنك الإعتماد اللبناني الذي يملكه جوزف طربيه الى بنك UBS في سويسرا، على حساب نجله أحمد صبوح سليمان. مما يعني أنّ القاضي إستغل منصبه أو علاقاته بأحسن الأحوال لتحويل مبلغاً بهذا الحجم في وقت لم يستطِع أحد سحب أكثر من مئتي دولار شهرياً.

وأكثر من ذلك، فقد حدّدت  المصارف السويسرية الكبرى ومنها UBS الحد الأدنى للإيداع الأولي مبلغ قدره مليون دولار أمريكي للأجانب. وبما أنّ القاضي آنف الذكر لا يحمل الجنسية السويسرية، يُطرح السؤال حول حجم ثروته التي ربما تزيد عن المليون دولار.

 

ويشكل بنك UBS AG أكبر مؤسسة مصرفية سويسرية في العالم. تأسّس بعد دمج  Union Bank of Switzerland (الذي تأسّس في عام 1912) وSwiss Bank Corporation (الذي تأسّس في عام 1872) في تموز 1998. وفي تشرين الثاني 2008، إندمج مع UBS Capital AG. ويعد UBS واحدًا من أكبر 28 مصرفاً، ويندرج وفقاً لتعريف مجلس الإستقرار المالي (FSB) ضمن فئة "المؤسسات المالية ذات الأهمية النظامية". وإعتباراً من عام 2015، أصبح أكبر بنك سويسري ممثلاً في 56 دولة، وفي جميع المراكز المالية المهمة مع 893 فرعاً. وفي 19 آذار 2023، إندمج أكبر وأقدم بنكين سويسريين، UBS وCredit Suisse، تحت مظلة UBS. 

 

وتعتبر المصارف السويسرية الواجهة المالية الأكثر شعبية في العالم، وغالباً ما يتجه رجال الأعمال والأثرياء لفتح حسابات في مصارف سويسرية لأنّها تتمتع بالإستقرار والثقة والأمان، كما تشتهر بمستويات المخاطر المالية المنخفضة ومستويات الخصوصية والإستقرار العالية. 

 

ومع خسارة المودعين لأموالهم، وإنهيار القطاع المصرفي، ورفض المصارف الإعتراف بخسائرها، وبعد أن أعادت رسملة أصولها من المال العام، وفي خضم واحدة من أقسى أزمة مالية ونقدية شهدها لبنان عبر تاريخه الحديث، لا يزال أرباب المنظومة يتكاتفون للتهرّب من المسؤولية حيال الأزمة وإنفجار مرفأ بيروت. يتقنون أساليب الهروب من العقاب، ويشربون نخب إنتصاراتهم، على حساب المجتمع ومؤسسات الدولة والأجيال القادمة.