1. Business
  2. Management
  3. Diversity & Ethics

ما هي القيادة الأخلاقية؟ وكيف تصبح مديراً يتحلّى بأخلاقيات أفضل؟

Scroll to top

Arabic (العربية/عربي) translation by Haifaa Ali (you can also view the original English article)

إذا كنت حتى الآن غير مقتنعاً بأهمية القيادة الأخلاقية ففكّر في السؤال التالي: هل يذكّرك الاسم "Enron" بشيء ما؟

لقد حدثت فضيحة شركة Enron منذ زمن بعيد في عام 2001، ومع ذلك فما تزال الشركة اسماً معروفاً بسبب كل ما قامت به من أخطاء. إنّ نقص القيادة الأخلاقية الذي أدى إلى انهيار الشركة قد تم شرحه وتحليله في عدد لا يُحصى من الكتب والأفلام والوثائقيات والمقالات الصحفية وحتى في المسرح.

في عالم الأعمال؛ سمعتك هي كل شيء، وعندما تفعل شيئاً خاطئاً سيتذكره الناس لمدة طويلة، وحتى لو لم تؤدِ الزلات الأخلاقية إلى مثل ذلك الانهيار المثير للدهشة فإنّها لا تزال تؤثر على سمعة الشركة. لقد أظهرت أخبار BBC News أنّ صورة فيسبوك قد اهتزت عقب فضيحة كامبريدج أناليتيكا التي حدثت في وقت سابق خلال هذا العام، كما أنّ شركة فولكس فاجن ما زالت تحاول منذ عام 2015 أن تمحو فضيحة الانبعاثات من الأذهان.

ethics and leadershipethics and leadershipethics and leadership
للقرارات التي تتخذها يومياً انعكاسات أخلاقية ومعنوية. (مصدر الصورة: Envato Elements)

لكنّ القيادة الأخلاقية لا تتعلق فقط بمحاولة تجنب الفضيحة، بل هناك أيضاً دوافع إيجابية لكي تكون قائداً أخلاقياً كما سترى في هذا المقال. إذا كنت نموذجاً يُحتذى به في السلوك الصحيح يمكنك حينها أن تكون مصدر إلهام لموظفيك لإحراز المزيد والتصرف بمسؤولية.

لذا؛ تابع القراءة لكي تكتشف ماهية القيادة الأخلاقية، وثمارها، وكيفية خلق وإرساء ثقافة أخلاقية في العمل، كما سترى بعض الأمثلة التطبيقية المتعلقة بالقيادة الأخلاقية، وسواء كنت تريد أن تدير عملك الخاص أو أن تكون مديراً ناجحاً يعمل لحساب شخص آخر ستعرف السبب في كون انتهاج النهج الأخلاقي مهماً للغاية وكيفية وضعه موضع التطبيق.

1. ما هي القيادة الأخلاقية؟

دعونا نبدأ بالحصول على فكرة واضحة عن التعريف؛ حيث تعرِّف قواميس أكسفورد "الأخلاق" على النحو التالي:

"المبادئ التي تحكم سلوك الإنسان وقيامه بأنشطته."

لذا، تعني القيادة الأخلاقية التصرف وفقاً لمبادئك الأخلاقية يومياً في حياتك العملية وفي عملية اتخاذ القرار، وبكل بساطة: إنّها تعني فعل الصواب.

وبطبيعة الحال، يحدث التعقيد لأنّ العديد من المبادئ الأخلاقية ليس مجمعاً عليها من قبل الجميع. يمكننا أن نتفق جميعاً -كما أعتقد- على أنّ القتل والسرقة وما شابههما أفعال غير أخلاقية، ولكن بالنسبة لقضايا أخرى -مثل الأخلاقيات المتعلقة بالتجارب على الحيوانات- تختلف الآراء على أساس الدين والثقافة والمعتقدات الشخصية.

وعلاوةً على ذلك أنّه قد يتعارض مبدأ أخلاقي مع آخر في بعض الأحيان، فمثلاً: قد تثمِّن حرية التعبير عن الرأي، ولكن ماذا لو استخدمها أحد الموظفين في الإساءة للآخرين؟

إذاً، تعني القيادة الأخلاقية أن تلتزم بمبادئك الأخلاقية، وأن تكون مدركاً في الوقت نفسه مدى تعقيد بعض القضايا الأخلاقية، وأن تراعي اختلاف وجهات النظر لدى موظفيك، وأن تعمل على تسوية النزاعات التي قد تطرأ.

ومن المؤسف أنّ الأخلاق والقيادة لا يتناغمان معاً في جميع الأحيان؛ فوفقاً لدراسة أجراها معهد القيادة والإدارة فإنّ:

  • 63% من المديرين طُلب منهم القيام بشيء يتعارض مع أخلاقهم الخاصة.
  • 43% قيل لهم أن ينتهكوا صراحةً بيان القيم الخاص بمؤسساتهم.
  • 9% طُلب منهم خرق القانون.

إذاً، ثمّة طريقٌ طويل يتعين علينا أن نقطعه. ستتعلم خلال بقية هذا الدرس التعليمي كيفية مواجهة التحديات المتعلقة بالأخلاق والقيادة في العمل.

2. ثمار القيادة الأخلاقية

كما رأينا في مقدمة المقال، يمكن أن يكون للزلات الأخلاقية عواقب وخيمة تتراوح ما بين فقدان سمعة الشركة إلى انهيارها بالكامل، فحتى لو لم تكن تعمل بمستوى شركة Enron فلا يزال عملك عُرضة لهذه المخاطر.

بات من الواضح بعد عمليات التحقيق والفحص للعديد من فضائح الشركات على مدى السنين أنّ تلك الأخطاء كان من الممكن تفادي حدوثها لو كانت القيادة الأخلاقية معمولاً بها ولو أنّ المديرين قاموا باستجواب المخطئين أو منع الأخطاء من الحدوث قبل تفاقم الأمر.

وقد كشفت الدراسات عن وجود فوائد إيجابية لتطبيق القيادة الأخلاقية، فعلى سبيل المثال: أظهرت تجربة في جامعة كورنيل أنّ "القيادة الأخلاقية ترتبط إيجابياً وبدرجة كبيرة بأداء الموظفين."

كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت على موقع ScienceDirect أنّ القيادة الأخلاقية قللت من احتمالية ترك الموظفين للعمل، ويُعد هذا فائدة كبيرة بالنظر إلى التكلفة المرتفعة لدوران الموظفين.

تدور القيادة الأخلاقية حول خلق ثقافة يقوم بها الأشخاص بالتصرف الصحيح كما سنرى في القسم التالي من هذا المقال. هناك العديد من الفوائد التي تتأتى من ذلك بدءاً بأشياء صغيرة كالتقليل من احتمالية سرقة الموظفين للأدوات المكتبية وصولاً إلى أشياء أكبر بكثير كمعاملة الزبائن بطريقة ملائمة واتخاذ قرارات تعود بالنفع على المدى الطويل لمجموعة واسعة من الأطراف المعنية بدلاً من تحقيق مكاسب شخصية قصيرة الأجل.

للقيادة الأخلاقية تفرعات أيضاً كالأخلاقيات البيئية، ويمكنك قراءة المزيد عنها وعن أسباب أهميتها في الدرس التعليمي التالي:

3. كيفية خلق ثقافة أخلاقية

إذاً، كيف تتصرف بطريقة أخلاقية باعتبارك قائداً وكيف تخلق ثقافة تُحترم فيها الاعتبارات الأخلاقية؟ فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتّباعها:

حدِّد قيمك الشخصية والمؤسسية

كما قلنا في القسم الأول من المقال، يختلف مفهوم السلوك الأخلاقي من شخص لآخر، لذلك فإنّ أول ما عليك فعله هو تحديد ما يعنيه بالنسبة لك. ما هي القيم الأساسية التي تؤمن بها؟ إذا لم تكن واثقاً، يمكنك معرفة المزيد حول عملية تحديدها في هذا الدرس التعليمي التالي:

وإذا كنت تدير عملاً خاصاً انتقل بعدها إلى تحديد قيم العمل الخاصة بك والتي يمكنك معرفتها من خلال الدرس التالي الذي كُتب بواسطة جوليا مليمبروز (Julia Melymbrose):

إذا كنت تعمل لحساب شخص آخر فعلى الأرجح أنّ شركتك لديها بيان للقيم (وإذا لم يكن لديها شجّعهم على وضع واحد!). حسناً، تحتاج فقط إلى أن يكون واضحاً لديك كيف تتقاطع قيمك ومعتقداتك مع تلك الخاصة بالشركة.

قم بإجراء فحص للأخلاقيات المطبقة

تحتاج الآن إلى معرفة الحالة الراهنة للمؤسسة ومدى التزامها في الوقت الحالي بالقيم المحددة، واسأل نفسك: ما هي المجالات التي تحتاج إلى تحسين؟ اقرأ هذا الدليل الإرشادي المفيد من المجلس الوطني للمؤسسات غير الربحية (National Council of Nonprofits) لمعرفة المزيد من التفاصيل عن كيفية إجراء فحص للأخلاقيات المطبقة. (يستهدف هذا الدليل المؤسسات غير الربحية، ولكن معظم الخطوات مناسبة أيضاً للمؤسسات التجارية).

ضع مدونة لقواعد السلوك

أن تبدأ ببيان القيم شيء جيد، ولكنك تحتاج أيضاً إلى تحديد التفاصيل: ما هي أنواع السلوك المقبولة وغير المقبولة؟ ماذا تتوقع من نفسك ومن الآخرين؟ من المستحيل حصر جميع الاحتمالات، ولكن يمكنك وضع قواعد إرشادية بشأن كيفية معالجة المعضلات الأخلاقية الشائعة مثل معضلة تضارب المصالح. يمكنك قراءة مدونة قواعد السلوك الخاصة بشركة جوجل لكي تتكون لديك فكرة عمّا يمكن أن تشتمل عليه.

كن نموذجاً يُحتذى به في السلوك الصحيح

هذه الخطوة بديهية تماماً، ولكنني ذكرتها صراحةً لأنّه لا يمكنك أن تلقي المواعظ بخصوص الأخلاق والقيادة ثم تطبِّق شيئاً آخر. تذكّر المديرين الذين طُلب منهم أن ينتهكوا بيان القيم الخاص بمؤسستهم صراحةً -والذين كانت نسبتهم 43%-، إيّاك أن تطلب من شخص ما القيام بذلك، وكن قائداً يُقتدى به.

درِّب طاقم العمل

من المؤسف قول هذا ولكن قد تكون القيادة الأخلاقية جديدة على موظفيك؛ حيث يتعلق الأمر كله في معظم الشركات بـ "صافي الربح" المتعارف عليه، ويُشجَّع الناس على أن يسلكوا الطرق الملتوية ويكسروا القواعد سعياً لتحقيق مقدار أكبر من الأرباح. لذا، قم بتنظيم تدريب لطاقم العمل حول اتخاذ القرارات الأخلاقية لكي تتضح لديهم التصرفات التي تتوقعها منهم ولكي يفكّروا مليّاً ويناقشوا القضايا ذات الصلة.

تحدَّث عن الأخلاقيات طوال الوقت

في حين أنّ التدريب يُعد مهماً إلا أنّك بحاجة إلى أكثر من ذلك؛ حيث تحتاج إلى إيصال أهمية السلوك الأخلاقي في كل خطاب تلقيه وفي كل تقرير ترسله. لا تجعله موقف يحدث مرة واحدة عندما يحضر الأشخاص التدريب ثم ينتهي الأمر ولا يسمعون عن الأخلاقيات مجدداً. تحتاج إلى مواصلة ترسيخ رسالتك حتى تكون قائداً أخلاقياً وتخلق ثقافة عمل أخلاقية حقيقية.

وضِّح الفرق بين الأخلاق واللوائح القانونية

يعني السلوك الأخلاقي بالنسبة لبعض الأشخاص الالتزام بالقانون أو اللوائح التي حددتها الجهات التنظيمية (غالباً كرد فعل على واحدة من تلك الفضائح التي كنا نتحدث عنها!). عليك أن تدرك -وتوضح لموظفيك- أنّ السلوك الأخلاقي أمرٌ مختلف. قد تمر عليك أوقات يمكنك فيها جني الكثير من المال بينما تتّبِع جميع القوانين واللوائح، ولكن قد يكون ذلك غير أخلاقي بسبب تعارضه مع قيمك الشخصية أو قيم شركتك. شجِّع الموظفين على النظر إلى الأخلاقيات من منظور القيم وليس من باب الالتزام.

اجعل الأخلاق والقيادة ضمن أهدافك وضمن تقييمات الأداء

إذا كنت تريد التصرف وفق طريقة معينة وتشجيع الآخرين ليتصرفوا وفقها فإنّك بحاجة إلى وضع مجموعة من الأهداف وقياس مدى  تقدمك. ضع الاعتبارات الأخلاقية ضمن أهدافك الشخصية وضمن أهداف شركتك وموظفيك، واجعلهم جزءاً من تقييمات الأداء في نهاية العام، ووضِّح أنّه رغم كون الربح مهماً إلا أنّه ليس أكثر أهميةً من النزاهة الأخلاقية.

وظِّف الأشخاص المناسبين

إنّك ترغب في توظيف الشخص المناسب بالطبع، ولكن عندما تتبنى نهج القيادة الأخلاقية قد يتغير تعريفك لـِ "الشخص المناسب"، حيث سترغب في العثور على أشخاص يبدون انتهاجهم للنهج الأخلاقي الملائم في عملهم. لذا، اذكر السلوك الأخلاقي في الأوصاف الوظيفية، واسأل عنه في المقابلات، وضعه نصب عينيك عند التحقق من قائمة الأشخاص المرجعيين.

شجِّع على المشاركة

القادة الجيدون لا يُملون الأوامر فحسب، ولكنّهم يشركون الأفراد في عملية اتخاذ القرار ويرحِّبون بأي ملاحظات أو تعليقات. هذا الأمر ذو أهمية خاصة في ميدان الأخلاق؛ حيث قد يكون لدى الأفراد نظم عقائدية مختلفة، وقد لا تتناسب القيم التي حددتها مع الجميع أو قد يكون لها تفسيرات مختلفة. المناقشات المفتوحة مهمة، لذلك شجِّع الموظفين على مشاركة تجاربهم وأفكارهم معك وقم بإجراء تعديلات عند الضرورة.

ضع نفسك والآخرين موضع المسؤولية والمساءلة

ليست القيادة الأخلاقية مجرد حديث عن المبادئ والقيم فحسب، بل سيكون هنالك مواقف سيرتكب موظفوك فيها أخطاءً وعليك أن تحاسبهم وتحمّلهم مسؤوليتها. وبالمثل، لا يمكنك أن تعفي نفسك أو تعفي كبار الإداريين الآخرين من هذه العملية، وينبغي عليك -في الواقع- أن تُلزم نفسك بمعايير أعلى. وفي المقابل، ينبغي عليك أيضاً أن تحتفي بالمواقف الإيجابية وأن تكافئ الأشخاص الذين تصرفوا بالطريقة الصحيحة أمام الجميع.

4. أمثلة على القيادة الأخلاقية

حسناً، كيف تبدو القيادة الأخلاقية عملياً؟ فيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

روز ماركاريو (Rose Marcario)، شركة باتاغونيا

تتمتع شركة باتاغونيا المتخصصة بملابس الخروج بأساس أخلاقي قوي بفضل مؤسسها يوفون شوينارد (Yvon Chouinard)، وقد تبرعت على مدى سنوات عديدة بما لا يقل عن 1% من أرباحها لمجموعات معنية بالبيئة.

وقد ارتقت روز ماركاريو بمستوى الاهتمام بالبيئة منذ انضمامها للشركة كمدير مالي في عام 2008 ثم تعيينها المدير التنفيذي للشركة في عام 2014، مع تحقيقها للنجاح المالي أيضاً. لقد كافحت من أجل حماية الأراضي العامة، وأنشأت المنصة الإلكترونية Patagonia Action Works لمساعدة زبائنها على المشاركة في الفعاليات البيئية والاجتماعية، وقد حثّت الزبائن على تبادل ملابسهم وإصلاحها بدلاً من شراء أخرى جديدة دوماً.

Patagonia social responsibility pagePatagonia social responsibility pagePatagonia social responsibility page
نظرة على بعض مبادرات المسؤولية الاجتماعية لشركة باتاغونيا من الموقع الإلكتروني الخاص بها.

ووفقاً  لمقال نشرته مجلة فاست كومباني فإنّ ماركاريو تستهزئ بِـ "الإدمان القاتل" لمجتمع الأعمال لتحصيل الإيرادات الفصلية وتُشجِّع موظفيها على العمل وفق "إطار 30 سنة". واقترح موظفي الشركة في عام 2016 التبرع بجميع أرباح مبيعات الجمعة السوداء للمنظمات البيئية الشعبية، وقامت ماركاريو بإعطاء الضوء الأخضر للخطة في غضون 30 دقيقة عبر الرسائل النصية.

Collis Ta’eed، شركة انفاتو

لدى شركة انفاتو -التي تدير هذا الموقع الإلكتروني- مجموعة واضحة من القيم الأساسية التي وضعها Collis Ta’eed وشركاؤه المؤسسون في بداية تأسيس الشركة:

  1. عندما ينجح مجتمعنا فإنّنا ننجح
  2. التركيز على النتائج
  3. قول الحقيقة كما هي
  4. فرص عادلة
  5. ليست الغاية تحقيق الحد الأدنى فقط
  6. التنوع والشمولية
  7. الأشخاص المناسبين والبيئة المناسبة
Envato valuesEnvato valuesEnvato values
تنشر شركة انفاتو القيم الأساسية الخاصة بها على صفحة الوظائف في موقعها الإلكتروني.

ولكن -بالطبع- مجرد وجود بيان للقيم لا يكفي، بل يجب أن تضعه موضع التطبيق، ولنأخذ بعض الأمثلة على ذلك: من القيم التي حددتها الشركة "عندما ينجح مجتمعنا فإنّنا ننجح" و "ليست الغاية تحقيق الحد الأدنى فقط"، وقد ركزت الشركة منذ البداية على تحقيق نجاح طويل المدى عن طريق بناء مجتمع لها ووضع مصالح هذا المجتمع في المقام الأول.

وباعتبار شركة انفاتو سوقاً للمنتجات الرقمية فإنّها تدفع من إيراداتها لمن يصمم هذه المنتجات بنسبة أعلى مما يدفع منافسوها، ومنذ انطلاقها منذ 12 عاماً دفعت 600 مليون دولار لمجتمعها المبدع، ومكّنت 1500 مؤلف من الحصول على مصدر كسبٍ للمعيشة من خلال بيع منتاجاتهم في سوق انفاتو.

تعمل الشركة أيضاً على منح الناس "فرصاً عادلة" وعلى خلق بيئة عمل "متنوعة وشاملة" من خلال مجموعة من الأمور من بينها توفير برامج الإرشاد وبرامج الرفاه الوظيفي، وتوفير مرونة في العمل ومنح إجازة والدية مدفوعة الأجر مدتها 18 أسبوعاً، وإقامة برنامج التدريب المهني للمطورين لزيادة تنوع العاملين لديها، وقد تم تصنيفها كأحد أفضل أماكن العمل في أستراليا على مدار خمس سنوات متتالية.

تيم كوك، شركة أبل

كلنا نعلم أنّ شركة أبل ليست مثالية، فقد تصدرت الشركة عناوين الصحف على مدار الأعوام بسبب استخدامها العمالة الصينية ذات الأجور المنخفضة وبسبب احتفاظها بمعظم أموالها في الخارج بعيداً عن متناول سلطات الضرائب الأمريكية.

ولكن في مجالات أخرى أظهر الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك تبنيه للقيادة الأخلاقية، ووفقاً لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز فهو أحد الرؤساء التنفيذيين القلائل الذين تحدثوا عن المسؤولية الأخلاقية:

"أعتقد أنّه تقع على عاتقنا مسؤولية للمساعدة في تنمية الاقتصاد، والمساعدة في توفير فرص للعمل، والمساهمة في تطوير هذه الدولة والدول الأخرى التي نعمل بها. وأعتقد أنّه لا يزال هناك على الأرجح مجموعة أكبر تشعر أنّ مسؤوليتي تتعلق ققط بوول ستريت."

هذا ليس مجرد كلام فحسب؛ فقد أصبحت شركة أبل في عهد رئاسته لها تستخدم الطاقة المتجددة بنسبة 100% في جميع مرافقها في الولايات المتحدة وفي 23 بلداً آخر، وقد كان يعمل على زيادة التنوع في مجال التكنولوجيا وعلى توفير مواد تعليمية لكليات المجتمع لمساعدة المزيد من الأشخاص في أن يصبحوا مبرمجين.

يمكنك معرفة المزيد عن السياسات الأخلاقية لشركة أبل من خلال صفحتها "مسؤولية الموردين" على شبكة الإنترنت، أو يمكنك مشاهدة حديث تيم كوك عن القيادة الأخلاقية في مقابلة جامعة ديوك له:

كما أسلفنا، فإنّ موضوع القيادة الأخلاقية معقد؛ حيث سيكون هناك دوماً من ينتقدك، وإذا حاولت التصرف بطريقة أخلاقية ستواجهك اتهامات بالنفاق، ولكن الشيء المهم هو أن تفعل ما تستطيع مع كونك مدركاً بأنّ الكمال يصعب تحقيقه.

الخطوات التالية

تعلمت في هذا الدرس التعليمي تعريف القيادة الأخلاقية وثمارها، كما عرفت كيفية تطبيقها وطريقة خلق ثقافة أخلاقية في مؤسستك.

ولكن حتى لو قمت بخلق ثقافة أخلاقية فأنت لا تزال بحاجة إلى معالجة المعضلات الأخلاقية التي قد تنشأ وإلى تطبيق ما حددته في مدونة السلوك؛ فالقيادة الأخلاقية عمل بدوام كامل. من المهم أيضاً الاستمرار في تقييم سلوكك الشخصي والتأكد من التزامك بالمعايير التي وضعتها.

ستمر عليك أوقات ستكون فيه المعضلات الأخلاقية شائكة ولن يكون التصرف المناسب واضحاً دائماً. في هذه الحالات، من الجيد أن تتذكر بأنّ القيادة الأخلاقية ليست عملاً فردياً. إنّ التحدث إلى الكثير من موظفيك وإشراكهم في عملية صنع القرار لن يؤدي فقط إلى تحقيق نتيجة أفضل، بل سيجعلهم أيضاً يشعرون بأنّهم عناصر فعّالة وذوو قيمة.

قد لا يوافق الجميع على كل القرارات التي تتخذها، ولكن يزيد تفهّمهم واحترامهم لهذه القرارت كلما كنت تتسم بالشفاقية والأمانة أكثر وكلما كان التزامك بالقيم التي حددتها أقوى، وهذا هو جوهر القيادة الأخلاقية.

يمكنك الاطّلاع على بعض دروسنا التعليمية الأخرى المتعلقة بقيم العمل لمعرفة المزيد عن القيادة الأخلاقية وأخلاقيات العمل. إذا لم يكن هناك خطة مطبقة للقيادة الأخلاقية في الشركة التي تعمل بها فلِمَ لا تتبِّع الخطوات المذكورة في هذا الدرس التعليمي كبداية لتشجيع وجود ثقافة أخلاقية؟

Did you find this post useful?
Want a weekly email summary?
Subscribe below and we’ll send you a weekly email summary of all new Business tutorials. Never miss out on learning about the next big thing.
One subscription. Unlimited Downloads.
Get unlimited downloads