الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم .. الفجر أم العصر؟

ماهي الصلاة الوسطى
ماهي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم

ماهي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ، لعله أحد أسرار الخفية عن الكثيرين والتي ينبغي معرفتها، لما ورد في فضلها الكثير ، حيث خصها الله تعالى ورسوله الكريم بمزيد من الفضل والحث عليها، وهو ما يشير إلى أهمية معرفة ماهي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ، والتي ذكرها الله تعالى في الكتاب العزيز بقوله تعالى : « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة، من هنا تأتي أهمية معرفة ماهي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ، لاغتنام فضلها العظيم وعدم تفويت هذا الكنز  واتباع أوامر الله تعالى ووصية رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم -.

ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم

ماهي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ، ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة البقرة “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ” ، وقد حدث خلاف بين العلماء حول تحديد هذه الصلاة ؛ حيث تعددت الآراء التي بلغت عشرين رأيًا تبعًا لما ورد في فتح الباري ، ومن  أهمها قول البعض بأنها صلاة الصبح وهو رأي مالك والشافعي ، ولكن الرأي الذي أخذ به معظم أهل العلم هو القول بأنها صلاة العصر ، ومن الوارد في ذلك رواية الترمذي والنسائي عن زر بن حبيش قال : قلنا لعبيدة : سل عليًا عن الصلاة الوسطى ؛ فسأل عليًا فقال : كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب “شغلونا عن الصلاة الوسطى ؛ صلاة العصر”.

ماهي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ، ورد أن صلاة العصر وسطى في الوجوب ؛ حيث أن الصلوات الخمس بالوجوب هي الفجر ؛ الظهر ؛ العصر ؛ المغرب ؛ والعشاء ، ولذلك كانت صلاة العصر وسطى بالوجوب ، وذلك لوضعها بين الصلوات الخمس ، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شدّد على أهمية إقامة صلاة العصر في وقتها ، وذلك ما ورد في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام “من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله”.

ما المقصود بالصلاة الوسطى ولماذا خصها في الآية

ما المقصود بالصلاة الوسطى ولماذا خصها في الآية ،  ذكر الله -تعالى- الصلاة الوسطى في قوله: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)، وغايةُ ما يُستفاد من الآية الكريمة؛ الأمر بأداء الصلاة، والمُحافظة عليها، وأمّا تخصيص الصلاة الوسطى بالذِّكر؛ فهو لأنّها أفضلُ الصلوات، والمُحافظة عليها أشدُّ تأكيداً من المحافظة على غيرها من الصلوات، وقد تعددت أقوال العُلماء في تحديدها،  بين صلاة العصر والفجر، فذهبوا إلى أنها صلاة العصر: وهو ما روي عن عددٍ من أهل الحديث عن الصحابة الكرام؛ كابن عُمر، وعائشة، وأُم سلمة، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم-، وذلك لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عندما أخّره المُشركون عنها في غزوة الأحزاب: (شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ، مَلأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ، وَقُبُورَهُمْ نَارًا، أَوْ قالَ: حَشَا اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا). واستدلّوا على ذلك بتغليظ العُقوبة والتوبيخ على من تركها، كقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن فَاتَتْهُ العَصْرُ، فَكَأنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ)، وذلك لِما قد يشعر به من الندم والأسف على تضييعها وتركها، أو تأخيرها إلى بعد فوات وقتها.

ما المقصود بالصلاة الوسطى ولماذا خصها في الآية ، ورد أن الحكمة من إخفاء معنى الصلاة الوسطى وما دار حولها من خِلاف؛ ليجتهد الإنسان في إدراكها من خلال المُحافظة على جميع الصلوات، وبيّن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في عددٍ من الأحاديث الصحيحة بأنّها صلاة العصر. وممّن ذهب من الفُقهاء إلى القول بأنّها صلاة العصر؛ الإمام أبو حنيفة، والإمامُ أحمد، ونُقل عن زيد بن ثابت وأُسامة بن زيد وبعض الصحابة أنها صلاة الظهر، وقيل: إنّها المغرب، وقيل: العِشاء، وقيل: الجُمعة، ورجّح الكثير من العلماء أنّها صلاة العصر؛ لِقوّة وصحّة الأدلة الواردة في ذلك، ومنها الحديث الوارد في صحيح مُسلم والذي تمّ ذكره في أول الفقرة.

ما المقصود بالصلاة الوسطى ولماذا خصها في الآية ، ورد أنها  صلاة الفجر: وهو قول الشافعيّ ومالك، واستدلّوا على ذلك بأنّ ما ورد في مُصحف عائشة وحفصة وُجد فيهما: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر"، للحديث: (عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ، أنَّهُ قالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، وَقالَتْ: إذَا بَلَغْتَ هذِه الآيَةَ فَآذِنِّي: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}[البقرة:238] فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فأمْلَتْ عَلَيَّ: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}، وَصَلَاةِ العَصْرِ، {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. قالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).  وورد عن المالكيّة أنهم يُسمّون صلاة الفجر بالوُسطى، ونقل سُفيان بن عُيينة عن طاوس أنّها صلاة الفجر أو الصُّبح، وسُمّيت عندهم بالوسطى؛ لأنّها جاءت وسطاً بين النهار واللّيل، جميع الصلوات: هناك قول شمل جميع الصلوات؛ ولعلّ الحكمة من ذلك هو المُحافظة على أداء جميع الصلوات؛ لإدراك الصلاة الوسطى وفضلها، ووقع الاختلاف في تحديدها بعد وفاة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-؛ لانشغال الصحابة في حياته بمهمّات الدين عن سؤاله بأن يقوم بتعيينها، وقد ذكر بعض العُلماء في تحديدها أكثر من عشرين قولاً، وهذه الأقوال جاءت شاملة لجميع الصلوات.

لماذا خص الله الصلاة الوسطى

لماذا خص الله بالصلاة الوسطى ، ورد أنه دعا القرآن الكريم إلى المحافظة على أداء الصلوات، وخص بالذكر الصلاة الوسطى، وفي ذلك قال الله تبارك وتعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ» الآية 238 من سورة البقرة، وأجمعت أقوال العلماء على أن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى لثبوت الأحاديث النبوية الصحيحة في ذلك، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً». 

لماذا خص الله الصلاة الوسطى ، ورد أنه في هذه الآية الكريمة وجه من الإعجاز العلمي في القرآن، فقد أثبت العلم الحديث أن في وقت صلاة العصر تقع عدة تغييرات في الجسم، حيث إن الإيقاع البيولوجي لعدة أنظمة في الجسم تبلغ ذروتها في هذا الوقت، ومن هذه الأنظمة نظام الدورة الدموية والقلب وما يتصل بهما، وثبت علميًا أن «الأدرينالين» يرتفع بعد الزوال إلى حد الذروة مع ما يتبع ذلك من كثافة في عمل القلب، سواء كان ذلك في حالة الاسترخاء أو حالة التوتر المتواصل، وسواء كان الإنسان سليمًا أو يعاني من أزمات في القلب وارتفاع ضغط الدم. 

لماذا خص الله الصلاة الوسطى ، ورد أن المحافظة على أداء الصلاة الوسطى في وقتها أمراً له فائدة قصوى للوقاية من مضاعفات الانشغال بالأعمال اليومية الأخرى في هذه الفترة، ولتجنب مفاجآت ومجهودات غير مرغوب فيها، وقد تؤدي إلى الضرر مع طول الزمن، ويتضح من الآية الكريمة «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين» التأكيد على المحافظة على الصلاة الوسطى، وأن المسلم مطالب في هذه الفترة بالانشغال عن كل المسائل الدنيوية، مع السجود والدعاء والخشوع في الصلاة، بقصد إعطاء فرصة لراحة القلب، لأن توقيت صلاة العصر يوافق ذروة النشاط القلبي، وبالتالي تمنع الصلاة من زيادة الأدرينالين ومجهود القلب أكثر من القدر الطبيعي، وتحافظ عليه في حدوده الطبيعية.

الصلاة الوسطى الشعراوي

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أنه قال إمام الدعاة الشيخ محمد الشعراوي، فوائد في تفسيره لقوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ، فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» سورة البقرة 238 و239، و في تفسيره، أن هاتين الآيتين في الصلاة أنزلهما الله خلال آيات الزواج والإيلاء والطلاق والخلع والأولاد والاسترضاع، ومما يستفاد من نزولها خلال خضم هذه الأحداث: أن الحق سبحانه وتعالى فصل بآية: «حافظوا على الصلوات» بين قضية واحدة هي قضية الفراق بين الزوجين وقسمها قسمين، وأدخل بينهما الحديث عن الصلاة، وذلك لينبهنا إلى وحدة التكاليف الإيمانية، ونظرًا لأن الحق يتكلم هنا عن أشياء كل مظاهرها إما شقاق اختياري بالطلاق، وإما افتراق قدري بالوفاة، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يدخل الإنسان في العملية التعبدية التي تصله بالله الذي شرع الطلاق والصلاة وقدر الوفاة.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أن الحكمة من اختيار الله الصلاة دون سائر العبادات لتقطع سياق الكلام عن تشريع الطلاق والفراق، لأن الصلاة هي التي تهب المؤمنين الاطمئنان، إن كانت أمور الزواج والطلاق حزبتهم وأهمتهم في شقاق الاختيار في الطلاقات التي وقعت أو عناء الافتراق بالوفاة. ولن يربط على قلوبهم إلا أن يقوموا لربهم ليؤدوا الصلاة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يفعل ذلك، كان إذا ما حزبه أمر قام إلى الصلاة.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أن المؤمن يذهب إلى الخالق الذي أجرى له أسباب الزواج والطلاق والفراق؛ ليسأله أن يخفف عنه الهم والحزن، ومادام المؤمن قد اختار الذهاب إلى من يجري الأقدار فله أن يعرف أن الله الذي أجرى تلك الأقدار عليه لم يتركها بلا أحكام، بل وضع لكل أمر حكما مناسبا، وما على المؤمن إلا أن يأخذ الأمور القدرية برضا ثم يذهب إلى الله قانتا وخاشعا ومصليا، لأن المسألة مسألة الطلاق أو الوفاة فيها فزع وفراق اختيار أو فراق الموت القدري، ويأتي قوله تعالى: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى» فنفهم أن المقصود في الآية هي الصلوات الخمس، فما المقصود بالصلاة الوسطى؟ ساعة يأتي خاص وعام مثل قوله تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)} سورة نوح، وتساءل فكم مرة دخل الأب والأمر هنا؟ لقد دخلوا في قوله تعالى: {اغفر لي ولوالدي}، وفي قوله: {ولمن دخل بيتي}، وفي قوله: {وللمؤمنين والمؤمنات}، أي دخلوا ثلاث مرات. إذن فإيجاد عام بعد خاص، يعني أن يدخل الخاص في العام فيتكرر الأمر بالنسبة للخاص تكرارًا يناسب خصوصيته.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أن قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} تفهم ذلك المعنى فإذا سألنا: ما معنى حافظوا؟ الجواب- إذن- يقتضي أن نفهم أن عندنا حفظًا يقابل النسيان، وحفظا يقابله التضييع، والاثنان يلتقيان، فالذي حفظ شيئا ونسيه فإنه قد ضيعه. والذي حفظ مالا ثم بدده، لقد ضيعه أيضًا، إذن كلها معانٍ تلتقي في فقد الشي، فالحفظ معناه أن تضمن بقاء شيء كان عندك؛ فإذا ما حفظت آية في القرآن فلابد أن تحفظها في نفسك، ولو أنعم الله عليك بمال فلابد أن تحافظ عليه. وقوله: {حافظوا على الصلوات} معناه لا تضيعوها. ويحتمل أيضًا معنى آخر هو أنكم قد ذقتم حلاوة الصلاة في القرب من معية ربكم، وذلك أجدر وأولى أن تتمسكوا بها أكثر، وذلك القول يسري على الصلوات الخمس التي نعرفها.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أن قوله تعالى: {والصلاة الوسطى} ذكر للخاص بعد العام، فكأن الله أمر بالمحافظة على ذلك الخاص مرتين، مرة في دائرة العموم ومرة أخرى أفردها الله بالخصوص. وما العلة هنا في تفرد الصلاة الوسطى بالخصوص؟ إن وسطى هي تأنيث أوسط، والأوسط والوسطى هي الأمر بين شيئين على الاعتدال، أي أن الطرفين متساويان، ولا يكون الطرفان متساويين في العدد- وهي الصلوات الخمس- إلا إذا كانت الصلوات وترًا؛ أي مفردة؛ لأنها لو كان زوجية لما عرفنا الوسطى فيها، ومادام المقصود هو وسط الخمس، فهي الصلاة الثالثة التي يسبقها صلاتان ويعقبها صلاتان، هذا إن لاحظت العدد، باعتبار ترتيب الأول والثاني والثالث والرابع والخامس.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أنه إذا كان الاعتبار بفريضة الصلاة فإن أول صلاة فرضها الله عز وجل هي صلاة الظهر، هذا أول فرض، وبعده العصر، فالمغرب، فالعشاء، فالفجر، فإن أخذت الوسطى بالتشريع فهي صلاة المغرب وهذا رأي يقول به كثير من العلماء. وإن أخذت الوسطى بحسب عدد ركعات الصلاة فستجد أن هناك صلاة قوامها ركعتان هي صلاة الفجر وصلاة من أربع ركعات وهي صلاة الظهر والعصر والعشاء، وصلاة من ثلاثة ركعات هي صلاة المغرب. والوسط فيها هي الصلاة الثلاثية، وهي وسط بين الزوجية والرباعية فتكون هي صلاة المغرب أيضا. وإن أخذتها بالنسبة للنهار فالصبح أول النهار والظهر بعده ثم العصر والمغرب والعشاء، فالوسطى هي العصر.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أن أخذتها على أنها الوسط بين الجهرية والسرية فيحتمل أن تكون هي صلاة الصبح أو صلاة المغرب؛ لأن الصلوات السرية هي الظهر والعصر، والجهرية هي المغرب والعشاء والفجر. وبين العشاء والظهر تأتي صلاة الصبح، أو صلاة المغرب باعتبار أنها تأتي بين الظهر والعصر من ناحية، والعشاء والصبح من ناحية أخرى. وإن أخذتها لأن الملائكة تجتمع فيها فهي في طرفي النهار والليل فذلك يعني صلاة العصر أو صلاة الصبح. إذن، فالوسط يأتي من الاعتبار الذي تحسب به إن كان عددًا أو تشريعا، أو عدد ركعات، أو سرية أو جهرية أو بحسب نزول ملائكة النهار والليل، وكل اعتبار من هؤلاء له حكم.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أنه بالنسبة لماذا أخفى الله ذكرها عنا؟ نقول: أخفاها لينتبه كل منا ويعرف أن هناك فرقا بين الشيء لذاته، والشيء الذي يبهم في سواه؛ ليكون كل شيء هو الشيء فيؤدي ذلك إلى المحافظة على جميع الصلوات. فمادامت الصلاة الوسطى تصلح لأن تكون الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء فذلك أدعى للمحافظة على الصلوات جميعا. فإبهام الشيء إنما جاء لإشاعة بيانه. ولذلك أبهم الله ليلة القدر للعلة نفسها وللسبب نفسه، فبدل أن تكون ليلة قدر واحدة أصبحت ليال أقدار.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أنه فسر قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} أي على الصلوات الخمس بصفة عامة وكل صلاة تنفرد بصفة خاصة. ويريد الحق سبحانه أن نقوم لكل صلاة ونحن قانتون، والأمر الواضح هو {وقوموا لله قانتين} وأصل القنوات في اللغة هو المداومة على الشيء، وقد حضر وحث القرآن الكريم على ديمومة طاعة الله ولزوم الخشوع والخضوع، ونرى ذلك في قول الحق الكريم: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9)} سورة الزمر.

الصلاة الوسطى الشعراوي ، ورد أن الحق سبحانه يبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغنا نحن المسلمين المؤمنين برسالته أن نقارن بين الذي يخشع لله في أثناء الليل فيقضيه قائما وساجدا يرجو رحمة ربه، وبين الذي يدعو ربه في الضراء وينساه في السراء، هل يستوي الذين يعلمون حقوق الله فيطيعوه ويوحدوه والذين لا يعلمون فيتركوا النظر والتبصر في أدلة قدرات الله؟ إن السبيل إلى ذكر الله هو تجديد الصلة به والوقوف بين يديه مقيمين للصلاة.

لماذا سميت صلاة العصر بالصلاة الوسطى 

لماذا سميت صلاة العصر بالصلاة الوسطى  ؟، ورد في السبب أن صلاة العصر سميت بالصلاة الوسطى ليست لأنها تتوسط الصلوات بين الفجر والظهر والمغرب والعشاء، بل لأن كلمة وسطى تعنى الأرقى والأعلى فقال المولى عز وجل: «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»، والوسط أى أعلى الشئ، فكأن الله سبحانه وتعالى يقول من يريد المحافظة على الصلوات الخمسة وكان متعسرًا فعليه أن يبدأ بالصلاة الوسطى، أى صلاة العصر.

لماذا سميت صلاة العصر بالصلاة الوسطى ؟، كما أن من كان متعسرًا ولا يستطيع المحافظة والمواظبة على الصلاة، فصلاة العصر مثل الخيط الذى يمسك بالسبحة، فلو استطاع الإنسان أن يواظب على صلاة العصر مثلما وضحها الله عز وجل في الآية الكريمة بعد ذكر الصلوات الخمسة لقوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»، سيحفظ على باقى الصلوات ومن لم يستطع المحافظة على الصلاة الوسطى فلم يستطع المحافظة على باقي الصلوات.

فضل المحافظة على الصلاة الوسطى

فضل المحافظة على الصلاة الوسطى ، ورد في فضل صلاة العصر بناءً على من قال بأنّ الصلاة الوسطى هي صلاة العصر فيما يأتي: قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ قالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا)، وهذا الحديث جاء ذكره في صحيح البُخاريّ الذي بوّب له باباً وسمّاه: باب فضل صلاة العصر، كما بوّب له مُسلم باباً في فضل صلاتي الصبح والعصر، وفي هذا الحديث تأكيدٌ على أدائها، وتشديدٌ على عدم فواتها، وذكر أهل التفسير بأنّها المقصودة في قوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). 

فضل المحافظة على الصلاة الوسطى، ورد أن  المُحافظة على صلاة العصر سببٌ في دُخول الجنة، وتركها مُحبطٌ للعمل والثواب، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)، كما جاء في بعض الأحاديث أن من ترك صلاة العصر كأنّما قُتل له قتيلاً، أو أُخذ له مالاً  قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الذي بيّن فيه أنّها أحد صلاة البردين الموجبة لِدُخول الجنة، حيث قال: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)؛  وهُما صلاتي الفجر والعصر. 

فضل المحافظة على الصلاة الوسطى، ورد أن فضل صلاة الفجر بناء على من قال بأنّ الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر فيما يأتي: صلاة الفجر مشهودةٌ من ملائكة اللّيل والنهار، ويكون الإنسان في ذمّة الله -تعالى- إذا أدّاها في جماعة، وثبت في الأحاديث أنّ أجرها كقيام اللّيل لمن كان قد صلّى العِشاء في جماعة أيضاً، وهي من أثقل الصلوات على المُنافقين، وحث الله -تعالى- على المُحافظة عليها بقوله: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ). صلاة الفجر هي المقصودة في قوله -تعالى- كما جاء عن مُجاهد: (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)؛ أي تشهدُها وتجتمعُ فيها ملائكة اللّيل وملائكة النهار.

فضل المحافظة على الصلاة الوسطى، ورد أن صلاة الفجر إحدى صلاة البردين الموجبة لِدُخول الجنة، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،  وجاء في الأحاديث الصحيحة بأن الإنسان لو يعلم ما فيها من الأجر والثواب لآتاها ولو حبواً كما يحبو الصبيّ؛ وفي ذلك دلالة على عظيم أجرها وفضلها.