تخطي إلى المحتوى الرئيسي

ما أسباب مواقف فرنسا والولايات المتحدة القوية برفض الانقلاب العسكري في النيجر؟

توالت تصريحات ومواقف المجتمع الدولي مباشرة بعد تنفيذ الانقلاب العسكري في النيجر ومحاصرة الرئيس المنتخب محمد بازوم في مقر إقامته بالعاصمة نيامي. ومن هذه الدول، سارعت فرنسا والولايات المتحدة إلى التنديد بالانقلاب والتأكيد على ضرورة احترام الشرعية الدستورية وعلى أن يظل محمد بازوم رئيسا للنيجر بصفته منتخبا من قبل النيجيريين أنفسهم.

طائرة عسكرية في القاعدة الفرنسية في النيجر
طائرة عسكرية في القاعدة الفرنسية في النيجر © أ ف ب
إعلان

ووصل الأمر إلى أن أوقف الاتحاد الأوروبي كل  التعاون العسكري مع النيجر مطالبا بالإفراج الفوري عن الرئيس بازوم. وكان قد هدد سابقا من أنه سيوقف أيضا كل المساعدات المالية الممنوحة لهذا البلد، الذي يعيش على وقع العمليات الجهادية. كما عقدت باريس اجتماعا، يوم السبت 29/7، للنظر في الوضع الامني في النيجر.

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فقد شدد على أن الانقلاب العسكري يعرض للخطر "مساعدات بمئات ملايين الدولارات" لنيامي، لافتا إلى أن واشنطن "ستواصل العمل لضمان الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري والحكم الديموقراطي في النيجر". .فما مأتى هذه المواقف الفورية  والعاجلة المتتالية من قبل واشنطن وباريس إبان الانقلاب على نظام بازوم؟

فرنسا تخشى عن مصالحها

حسب تصريحات عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الإفريقي والغربي، فإنهم يرون أن كلا من فرنسا والولايات المتحدة تخشيان من استثمار هذه الخطوة من جانب روسيا، التي تسعى لتعميق نفوذها في القارة الأفريقية، إضافة إلى الخوف من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى الغرب في حال نجاح هذا الانقلاب.

 كما تخشى فرنسا أن تكون النيجر الدولة الثالثة التي تخسرها لمصلحة روسيا في غربي أفريقيا، بعد خسارة مالي وبوركينا فاسو.

وركّزت باريس، بعد انسحاب قواتها من مالي، استراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا على النيجر، وذلك بهدف تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غربي أفريقيا، وفي إطار مواجهة التنظيمات الجهادية المسلحة في منطقة الساحل.

وتحتل النيجر المركز الرابع عالميا في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر تضيء فرنسا باليورانيوم، إذ تغطي 35% من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70% من الكهرباء.

كما أن هناك قواعد عسكرية فرنسية في الأراضي النيجرية، إذ تملك باريس نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر، إلى جانب أنها تعَد قاعدة مركزية لقوات حلف "الناتو" في منطقة الساحل. وووفق المراقبيين، فإن استقرار النيجر وموقعها الجغرافي، يساعدان الجيش الفرنسي على مراقبة الحدود مع ليبيا، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

حماية قاعدة الطائرات المسيرة الأمريكية في البلاد

ينبع قلق الولايات المتحدة ينبع من أنّه في حال نجاح الانقلاب ستصبح النيجر الدولة الـ11 في سلسلة الدول الأفريقية، التي تشهد نفوذاً روسياً عبر مجموعة "فاغنر"، بعد استمالة بوركينا فاسو العام الماضي.

وكذلك، تخشى واشنطن على قاعدة الطائرات المسيرة التي أسستها في وسط الصحراء في مدينة أجاديز في شمالي النيجر عام 2014، في إطار عمليات مكافحة إرهاب الجماعات المسلحة في غربي أفريقيا. ووبحسب تقرير لـ"ذو غارديان البريطانية" فإن الولايات المتحدة أنفقت نحو 500 مليون دولار منذ عام 2012 لمساعدة النيجر على تعزيز أمنها. وليست مستعدة لخسارتها جراء الانقلاب العسكري الأخير وأعلنت فورا أنها لا تعترف بقادة الانقلاب .

كما أن إطاحة بازوم، الذي لم يحضر المؤتمرات التي عقدها الرئيس بوتين بشأن أفريقيا، تخلق فرصة لبعض المنافسين الاستراتيجيين لواشنطن في تعزيز نفوذهم، ولا سيما روسيا والصين، وسط مساعي "فاغنر"  للتعاون مع دول غربي أفريقيا من خلال إيجاد قواسم مشتركة. فموسكو تشكل الملاذ الآمن ضد أي عقوبات محتملة من الغرب والمنظمات الإقليمية والقارية، مثلما حدث مع دولتي مالي وبوركينا فاسو، خلال العامين الماضيين.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

مشاركة :
الصفحة غير متوفرة

المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.