نضال نساء قطاع غزة لحماية أطفالهن
أكثر من مليون طفل أصبحوا نازحين داخلياً ويعيشون في خيام
- متوفر بـ:
- English
- العربية
يعيش في قطاع غزة الآن العديد من الأطفال النازحين داخلياً في خيام أو مآوي. تجسد صبا البالغة من العمر37 عاماً، وهي أُم لطفلتين، إسراء 3 أعوام وحنان عامين، صمود عدد لا يحصى من الأمهات الفلسطينيات. تعكس قصة صبا التحديات غير العادية التي تواجهها الأُسر التي أُجبرت على مغادرة منازلها بسبب التصعيد المستمر للأعمال القتالية.
تقول صبا والألم يعتصرها لفقدان بيتها: "في بداية هذه التصعيد، اضطررتُ لمغادرة منزلي بسبب القصف والدمار وشح إمدادات المياه والطعام في المنطقة التي كنت أعيش فيها".
لقد أصبح توفير الطعام والمياه النظيفة والمكان الآمن للنوم يشكل تحدياً هائلاً للأُسر في قطاع غزة. من داخل مأواهم المتواضع، تصف إسراء البالغة من العمر 3 سنوات اللحظات المرعبة التي يعيشونها كل يوم. تقول: "أصوات القصف العالية تخيفني"، تقول هذا وعيناها البريئتان مليئتان بالخوف "أخشى أن تحرقني الإنفجارات".
لم تكن الرحلة إلى مأواهم أقل صعوبة. تستذكر صبا قائلة: "لقد كان النزوح صعباً ومتعباً جسدياً. مشينا لساعات طويلة، لقد كان الأمر مخيفًا جداً. لقد كنت في غاية القلق على بناتي. لقد كان للمشاهد التي رأيناها على الطريق تأثيراً بالغاً علي وعلى طفلتي الصغيرتين".
بعد نزوحها وأُسرتها إلى مدينة خان يونس، وجدت صبا نفسها تواجه الإكتظاظ الشديد وظروفاً غير صحية في المآوي. أُصيبت بناتها بالإسهال والحمى بشكل متكرر نتيجة للظروف المعيشية السيئة.
إن الوضع مأساوي وصعب للغاية، إذ يبلغ عدد النازحين داخلياً في قطاع غزة حوالي 1.9 مليون إنسان، ويقترن هذا باستمرار الأعمال القتالية وشح الموارد الإنسانية. يواجه الأطفال خطراً كبيراً، إذ يعانون من الأمراض السارية مثل التهاب السحايا والطفح الجلدي والجدري والالتهابات التنفسية، وخاصةً الأطفال دون سن الخمس سنوات.
أقامت صبا خيمتها بيديها باستخدام الخشب وبعض الأغطية البلاستيكية. توفر الخيمة المرتجلة حداً ادنى من الحماية ضد البرد، لكنها تُعتبر أفضل من المآوي المكتظة. إلا أن عدد الأشخاص الذين أصبحوا الآن بلا مأوى قد تجاوز المليون إنسان، بمن فيهم الأطفال، ممن تُركوا معرضين للجو الماطر والبرد القارس.
تتوق إسراء إلى حياتها السابقة، إذ تقول: "أريد ألعابي وسريري، وليس هذه الخيمة". وتضيف إسراء أنها تفتقد الزهور في حديقة منزلهم، حيث كانت صباحاتها مملوءة باللعب ومساعدة والدتها في رعاية النباتات.
مثل كل سكان قطاع غزة، تتوق صبا للعودة إلى حياتها الطبيعية، حيث يمكنها توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالها دون الخوف الدائم وعدم اليقين بشأن المستقبل. تتحدث صبا عن خوفها المستمر على بناتها إسراء وحنان، وخصوصاً أثناء الإنفجارات الليلية حينما يتشبثون بها طلباً للشعور بالأمان.
تظل اليونيسف ملتزمة بدعم النساء والأطفال ممن يحتاجون إلى المساعدة. وبدعم من الصندوق الاستئماني للاستجابة الطارئة التابع للأمم المتحدة، وحكومات النرويج وألمانيا وإسبانيا، توفر اليونيسف وشركائها المساعدة الغذائية الحيوية للأطفال والأمهات، ويوصلون الإمدادات الغذائية الأساسية لقطاع غزة. تشمل جهود اليونيسف توفير مسحوق حليب الأطفال الرضع الجاهز للاستخدام لتلبية احتياجات 2,260 طفلاً رضيعاً ممن لا يرضعون رضاعة طبيعية والذين تتراوح أعمارهم بين 0-5 شهور، والحليب العلاجي للأطفال المعرضين لسوء التغذية، وخدمات الدعم النفسي-الاجتماعي للأطفال ومقدمي الرعاية.
لقد تلقى أكثر من 45,000 طفل وطفلة، وأكثر من 10,000 مقدم رعاية، الدعم النفسي-الاجتماعي، وهذا يشمل الأطفال ذوي الإعاقة. تدعو اليونيسف، بشكل عاجل، إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري، إذ أنه السبيل الوحيد لوضع حد للانتهاكات الخطيرة ضد الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن إنشاء الممرات الإنسانية أمر أساسي لتسهيل إيصال المساعدات الحيوية الهامة بسرعة إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.