بينانس ستخسر من حصتها لصالح لاعبين جدد، والاستدامة لا تنحصر باستهلاك الطاقة فحسب، بل إن الاستدامة تتعلق بالحوكمة، وتتعلق بالوصول إلى البروتوكولات، هذا أبرز ما قاله تشارلز هوسكينسون، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في كاردانو، في حديث خاص لـ«CNNالاقتصادية».

وسط انعقاد كوب 28.. الاستدامة والعملات المشفرة

أما بالنسبة للتعدين بشكل عام، وهو الذي يشكل الضرر الأكبر مناخياً، فقال هوسكينسون إنه بدلاً من مجرد إهدار الكهرباء، «فإن الغرض الوحيد هو تأمين الشبكة بشكل عام، لكن آمل ألا يختفي التعدين، بل أن تتم إعادة استخدامه لأغراض أخرى من أجل المنفعة الاجتماعية».

وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تصبح في الواقع رائدة العالم، لأنها كانت من أكبر المهتمين بهذا النوع من المشاريع، خاصاً بالذكر الإمارات التي بتقديراته يعيش بها ما يفوق 10 في المئة من المتداولين النشطين بالعملات المشفرة وكذلك بالرموز غير القابلة للاستبدال.

توقعات سوق العملات المشفرة في 2024

رداً على سؤال حول توجه سوق العملات المشفرة وأسعارها خلال العام المقبل، قال هوسكينسون «ستستمر الصناعة في النمو والابتكار»، ولم ينكر أن عمليات الاحتيال، وربما الاختلاس، ستستمر كذلك في الظهور.

لكنه أشار من جهة أخرى إلى أن سوق العملات المشفرة ستستمر كذلك في تطوير الأطر التنظيمية، وستشهد دخول وأفول شركات كبرى أيضاً.

وأوضح أنه خلال عام 2021 كانت سوق العملات المشفرة قوية للغاية، وهو ما دفع قيمتها السوقية للارتفاع فوق تريليوني دولار، ولكن بعد ذلك، وقعت سلسلة من الأحداث الكارثية مثل إف تي إكس وانهيار كل من لونا وسيلزيوس نتوورك، التي لم تُلحق الضرر بأسعار الأصول فحسب، بل بالبنية التحتية المالية المحيطة بها كذلك، «لذلك فقدنا السيولة وكان عام 2022 كارثياً»، بحسب قوله.

وتابع أنه بعد ذلك تمت مقاضاة الكثير من المؤسسات، على سبيل المثال جيميناي وغرايسكايل وغيرهما، وواجهت جميعها بعض المشكلات، ما دفع الأسواق نحو الانكماش الشديد، ولكن ما حدث بعد ذلك هو أن الناس أدركوا أن العملات مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، وهو الأمر الذي رفع الشراء مرة أخرى.

وأوضح أنه منذ بداية العام الجاري، بدأ سعر الصناعة بأكملها في الارتفاع، وهو ما بدا جلياً في ارتفاع القيمة السوقية للسوق ككل، وكذلك لكل من بتكوين والإيثريوم وكذلك كاردانو.

كيف علّق على تنصيب ريتشارد تنغ مكان تشانبينغ تشاو؟

قال هوسكينسون إن ريتشارد تنغ، وهو الرئيس التنفيذي الجديد في بينانس، يأتي من خلفية تنظيمية قوية جداً، وسبق أن كان الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي العالمية، وقبل ذلك كان مسؤولاً رفيع المستوى في سلطة النقد السنغافورية، ولديه سيرة ذاتية رائعة كشخص يفهم احتياجات الجهات التنظيمية.

وتجدر الإشارة إلى أن هوسكينسون توجه أيضاً إلى الرئيس الأرجنتيني المنتخب حديثاً بالقول إن كاردانو تأمل في تعاون مشترك لتحقيق رؤيته الإيجابية فيما يخص إدخال العملات المشفرة إلى البلاد التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة للغاية.

ولفت إلى أن العالم بحاجة إلى نظام مختلط بين المؤسسات المالية التقليدية وتلك المعنية بتداول العملات المشفرة، وإذا اجتمعت هذه الأشياء معاً بالطريقة الصحيحة، فمن المحتمل أن يكون ذلك أمراً رائعاً للاقتصاد العالمي برمته.