التقارير الواردة من تل أبيب تؤكد أن القدرة على الاستهداف والتنفيذ موجودان لدى حزب الله، وهي تجاوزت مسألة تقويم القدرات الى التركيز على معالجة آثار استهداف مبان وأبراج في تل أبيب ومنطقة غوش دان، وسط فلسطين المحتلة.
على هذه الخلفية، نفذت الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي مناورة حاكت في سيناريواتها قدرة قوات الإنقاذ على معالجة آثار التدمير في تل أبيب، وهي إحدى المهمات التي أوكلت الى وحدة أركانية جديدة أنشئت قبل عام، مكوّنة من أربعة كتائب نظامية واحتياط، مهمتها تأمين عمليات الانقاذ للجرحى والمصابين تحت الانقاض. وقال العقيد يورام لردو، المسؤول عن الوحدة الجديدة، إن قرار إنشائها اتخذ بعد حرب عام 2006، لكن التنفيذ تم بعد أن أدرك الجيش أن لدى حزب الله القدرة على التدمير، وأن الاستعداد لمواجهة هذا التهديد غير متوافر بل «هو مخز» بصورة واضحة.
وحدة خاصة فيوأضاف: «لذلك، تقرَّر زيادة عديد القوات النظامية المسؤولة عن مهمة الإغاثة، بصورة ملحوظة».
جيش العدو لتأمين عمليات الإنقاذ
موقع « واللا» الاخباري العبري الذي كشف عن المناورة، أشار الى أن وحدة الانقاذ استدعيت في السابق مرة واحدة، في أيلول 2013 ، عندما هدَّدت الولايات المتحدة بمهاجمة سوريا. ونقلت عن لردو أنَّ كل الكتائب النظامية في قيادة الجبهة استعدَّت لاحتمال رد السوريين بهجوم على إسرائيل. ولفت الى أن الحرب المقبلة مع حزب الله أكثر خطورة من عملية «الجرف الصامد»، و«الأشد خطورة أن هناك من يقيس ما جرى مع قطاع غزة بالحرب المقبلة مع حزب الله، وهذا خطأ، لأن صواريخ حزب الله أكثر دقة وكثافة وقوة، وقادرة على الوصول الى أي نقطة في إسرائيل.
وأشار الضابط الى أن قواته تدربت على محاكاة تدمير 40 موقعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بين الانقاض، لكنه لفت الى أن «القوات خضعت لمحاكاة استخدام قدراتها على أكمل وجه، أي عليها أن تختار معالجة أحد المواقع بناءً على الافضلية والقدرة على الوصول الى مواقع الدمار والامكانية الفعلية لإنقاذ أرواح ناجين». ونبّه الى أن المهمة لا تقتصر على عمليات الانقاذ، بل أيضاً على الادراك أن القوات نفسها ستكون عرضة لتساقط الصواريخ أثناء عملياتها».