تاريخ النشر: 03 آذار 2024

عزل الأسير خندقجي في سياق حملة تحريض أعقبت ترشح روايته لـ "قصيرة البوكر"!

 

كتبت بديعة زيدان:

نشرت عائلة الأسير باسم خندقجي، عبر حسابات عدّة في "فيسبوك"، مساء أول من أمس، أن إدارة سجن عوفر الاحتلالي عزلته، بعد حملة التحريض المتواصلة من قبل الصحافة العبرية ضده، على خلفية ترشُّح روايته "قناع بلون السماء" للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر).

وحمّلت العائلة، بعد أن أبلغت بنبأ العزل من محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، سلطات الاحتلال، وإدارة سجن عوفر على وجه الخصوص، "المسؤولية الكاملة عن حياته"، داعية "الصليب الأحمر الدولي، لمتابعة الظروف التي يتعرض لها باسم"، وغيره من الأسرى الفلسطينيين.

وكانت آمنة خندقجي، شقيقة الأسير باسم، خرجت في فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، تحدثت فيه عن حملة التحريض الإعلامية والإلكترونية التي يتعرض لها شقيقها، بسبب وصول رواية "قناع بلون السماء" لـ"قصيرة البوكر"، قائلة: بعد ترشح رواية باسم للقائمة القصيرة للجائزة، يعمل الاحتلال على التحريض عليه، واصفة إياه بالإرهابي، ومشيرة إلى أنه لن يتسلم أي شيء من المبالغ المالية المرصودة للجائزة، مضيفة إنه "جنّ جنون الاحتلال بأن ثمة روائياً فلسطينيّاً يكتب روايات من داخل الأسر، بل ويترشح لجائزة عالمية، وكيف تمكن من إخراج روايته من داخل الزنازين".

ووصفت خندقجي ما حصل بأنه "جزء من الحرب على الرواية الفلسطينية، وعلى الأسرى"، مطالبة بتعميم الفيديو، والحديث عن حملة التحريض التي تطال شقيقها الروائي الأسير منذ العام 2004، والمحكوم بالسجن ثلاثة مؤبدات، والذي "لم يترك القلم، ولو مرّة واحدة"، مشددة أن على الجميع مساندة مَن يناضلون مِن داخل زنازينهم بما يكتبون.

الرئيس التنفيذي لـ"بيتزيلمو" (Betzelmo)، وهي مؤسسة إسرائيلية يمينية تدافع عن حقوق المستوطنين، شاي غليك، وإثر تأهل رواية خندقجي، طالب مفوض "الشاباك" الجديد كوبي ياكوفي، قبل أيام، بـ"فرض عقوبات صارمة على الإرهابي باسم خندقجي، والتحقيق في كيفية تهريب الصفحات"، حسب ما ذكر موقع "ميفزاكليف" (mivzaklive) الإلكتروني.

وفي رسالة أرسلها عبر المحامي مايكل ليتفاك، كتب غليك: "يبدو من منشورات مختلفة في إسرائيل وحول العالم أن الإرهابي البغيض باسم خندقجي نشر كتاباً أثناء وجوده في السجن، ودخل في مسابقة وفاز بجائزة مالية كبيرة.. هذا قاتل حقير، ويداه ملطختان بالدماء، وهو مسؤول عن عدد من حالات القتل.. إن نشر الكتاب من داخل أسوار السجن يشكل ضربة قوية لأهالي الضحايا الذين يرون أن الإرهابي الذي قتل أحباءهم يحتفل، وينشر أفكاره أيضاً".

وأضاف: "هذا انتهاك صارخ لقواعد الشاباك التي تحظر إخراج المواد من السجن، بما في ذلك الكتابات والوثائق والأوراق.. ولكي نكون واضحين، هذه ليست الحالة الأولى، وفي الماضي، قام الشاباك بمعاقبة أمثاله من الإرهابيين الذي هربّوا كتابات لهم من السجن"، مطالباً بإجراء "تحقيق شامل حول كيفية حدوث ذلك من أجل منع تكرار هذا النوع من القضايا في المستقبل، ومحاكمة خندقجي وكل من ساعده، وإنزال العقوبة القصوى بحقه، نظراً لخطورة الأمر".

وكانت مقالات في الصحف الإسرائيلية انتقدت ما سمته تجاهل إدارة الجائزة العالمية للرواية العربية، عند إعلانها أنها المرة الأولى التي تصل فيها رواية لأسير في سجون الاحتلال إلى القائمة القصيرة للجائزة، الحديث عن أسباب اعتقاله، هو الذي وصفته بـ"الإرهابي الذي تحصل على عشرة آلاف دولار، وقد يتحصل على خمسين ألفاً أخرى".

وفي مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، مؤخراً، بعنوان "القلم أقوى من القنبلة: العقل المدبر لهجوم تل أبيب العام 2004 مرشح لجائزة أدبية"، تحدث كاتبه أومير تيسيل عن مسؤولية خندقجي في التخطيط والتنفيذ لعملية في "سوق الكرمل بتل أبيب، ذهب ضحيتها ثلاثة أبرياء وعشرات الجرحى"، بحيث "كان باسم مسؤولاً عن نقل المراهق الذي نفذها إلى موقع العملية، مستخدماً بطاقته الصحافية".