خاص "هي": قصة نجاح الفنانة السعودية المبدعة المتخصصة في الطباعة الفنية "سمر المالكي"  

تمتلك الشابة السعودية "سمر المالكي" موهبة إبداعية فنية فريدة من نوعها، فلقد تخصصت في الطباعة الفنية، واهتمت بالجانب الإبداعي، وامتلكت خبرة في أكثر من 20  تقنية طباعة فنية، بل وتميزت من خلال هذا التخصص في إظهار هويتها وإظهار أصالة وثقافة مجتمعها بطريقة استثنائية.. قصة نجاح متميزة وفق فلسفة إبداعية خاصة في عالم الفنون، ترويها لـ "هي" الفنانة السعودية المتخصصة في الطباعة الفنية "سمر المالكي" من خلال هذا الحوار الممتع معها:

عرفينا عن نفسكِ.

فنانة ابداعية سعودية متخصصة في الطباعة الفنية، مهتمة جدًا بالجانب الإبداعي ولدي خبرة في أكثر من 20  تقنية طباعة فنية.. هذه التقنيات تدعمني في إظهار هويتي وتسمح لي بإظهار أصالة وثقافة مجتمعنا بطريقة استثنائية، مما يجعل المُشاهد متصل بهذا الجانب.

ماهي فلسفتكِ الخاصة في عالم الفنون؟

الفن بشكلٍ عام ليس له تعريف ثابت، أو قواعد يجب على الفنان الإلتزام بها، مما يجعل من الفنان ينطلق في أعماله وفكره الفني بلا سقف.

مغزى الفنان للفن هو التعبير، إما شعور أو موقف أو حتى فكرة، فالعمل الفني هي نبذه  لما يراه الفنان في خياله الخاص، حيث أن الثقافة والبيئة التي عاشها من طبيعة ومن عائلة ومن مستوى مادي ومن غيرها، هو ما يبرز هوية الفنان في عمله الفني، فيستحيل ان تجد عمل فني بلا هوية الفنان.

كيف بدأ مشواركِ في عالم الفنون.. وما هي أبرز المحطات الهامة خلال هذا المشوار؟

مسيرتي في عالم الفنون لم تبدأ قط، بل هي موجودة منذ الصغر، وعيت على هذه الحياة وأنا أعمل بالفن، لكن مسيرتي المهنية فيها بدأت فعليا في عام 2020، عام التخرج من الجامعة، فهي أول وأهم محطة في هذا المشوار الجميل، فقد عملت على مشروع التخرج بأقوى طاقة فنية كانت لدي، الفكرة اخذت مني وقت، أما التنفيذ فقد كان في أصعب الأوقات وهي فترة جائحة كورونا، فكان من الصعب جدًا تنفيذ عمل فني بتقنية الطباعة بلا استديو يحتوي على المواد اللازمة، وأيضا ليس من السهل الخروج لشراء الأدوات أو طلبها، لقد اضطررنا لأن نلغي بعض التقنيات الصعب تنفيذها وغيرنا بعض من فكرة إخراج العمل لتتناسب مع الأوضاع، لكن ولله الحمد فقد خرجت بنتيجة أكثر من مرضية لكنها لم تعرض في معرض مشاريع التخرج بسبب الجائحة، لكن العمل سيرى النور قريبًا.

ما الذي دفعكِ للانجذاب إلى مجالات الطباعة الفنية والاخراج الفني؟ وكيف تمكنتي من تنمية قدراتكِ فيها؟

لم اكن أعلم قط بوجود (الطباعة الفنية) حتى عام 2016، كنت حينها في سنة التأسيس في كلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة، فقد درست مادة كانت مقدمة عن تخصص الفنون البصرية - مسار الطباعة الفنية -.. وهنا وجدت نفسي، فقد علمتني الطباعة أن نتيجة العمل النهائية لا تعتمد على الفنان فقط، بل تعتمد على خطواته الفنية أيضًا، فمن الصعب جدا تخمين النتيجة النهائية للنسخة الواحدة، فهي ليست دقيقة كالرسم التشكيلي أو النحت، فخطواتها معقده أكثر.

أما الاخراج الفني فهو مرتبط بالطباعة، فبعد أن انتهيت من عدة أعمال فنية مثل: (سنبلة، لجدي حكايتي، على غيمة جنوبية)، حان وقت تصويرها لوضعها في ملف الأعمال ومواقع التواصل الاجتماعي.. لكن كيف؟ لم أكن وقتها أريد أن تكون على خلفية بيضاء فقط، بل اردت إيصال شعوري كفنان اتجاه العمل الفني من الصور، وهنا قررت أن اعمل مخرج فني لأعمالي الفنية، حيث تكون جلسة التصوير فيها هوية العمل ومعناه.

ماهي الصعوبات التي واجهتكِ خلال اقتحامكِ لهذا العالم؟

العالم الفني وقتها كان اشبه بقرية، وأن تدخل هذه القرية وأنت لا تعرف احدًا فيها ستضيع.. فلا تعرف ناسها أو منازلها أو حتى طرقها.. لذلك يحتاج منك كفنان أن تثبت وجودك في هذه القرية كي يتسنى لك السؤال والتعرف على الآخرين.

أما الآن فالقرية أصبحت مدينة.. من السهل جدًا أن ترى اشباهك وأشخاص يساعدونك فيها.

ماهي أبرز المشاريع التي عملتي عليها؟

أهم وأبرز المشاريع الأقرب إلى قلبي هي 3 أعمال فنية:

أولها: "سنبلة"، استطعت أن أجعل من فلسفة علمية إلى عمل فني ابداعي يوضح فيه بحثي الذي أخذ مني أكثر من 3 أشهر، كان يتحدث عن هالة الانسان، وهي الطاقة الضوئية حول المجسمات الحية.

أما العمل الثاني هو "لجدي حكايتي"، فلقد ابحرت فيه عن ذكرى جدي من أفواه الناس وصنعت به حكاية أرويها لجدي في مخيلتي.

وأخيرًا وليس آخرًا العمل الثالث هو "على غيمة جنوبية"، وهي صورة تحكي عن فتاة من جنوب المملكة العربية السعودية بها رمزيات عن ما بداخلها من أفكار وقوة.

تمتلكين رؤية فنية خاصة بأسلوب فريد من نوعه.. ماهو مصدر الهامكِ وأفكاركِ الفنية وما سر تميزها؟

اعتقد أن ما يميز اعمالي الفنية هو خلط الثقافات  (Mix Culture)، تلهمني جدًا تقنيات وفنون الثقافات الأخرى، والتي أدمجها بثقافة وألوان منطقة جنوب المملكة العربية السعودية حيث انتمي، وهذا ما يبرز هويتي الثقافية.

هل شاركتي في أي مناسبات أو محافل فنية؟

ليس بعد، فلي منظور فلسفي خاص عن المعارض والمشاركات والمناسبات الفنية، ليست سلبية إنما اطمح إلى ظهور مختلف وجديد نوعًا ما حيث انه سيغير من الحركة الفنية اتجاه المعارض.

ماهي رؤيتكِ الفنية في أعمالك لتطبيق مفهوم الاستدامة؟

أرى أنه يجب على الفنان خلق الأسباب المحيطة به للفن كي لا يتوقف على الاستمرار في الممارسة الفنية، كونك لا تنتج أعمال فنية كبيرة تشارك بها خلال العام، هذا لا يعني التوقف عن الممارسة الفنية الخاصة من التفكير الابداعي أو رسم سكتشات أو غيرها، لابد من أن تعيش مع الفن لا أن تنتظره.

من خلال تجربتكِ في هذا العالم .. كيف تقيمين تجربة دخول المرأة السعودية لهذا المجال؟

اعتقد أنه لا يجب علينا تقييم دخول المرأة للمجال الفني، وذلك لأن وجودها بالفطرة منذ الأزل وهذا يظهر في الثقافة، أما من ناحية تاريخية فهي موجودة من عام 1968م ، كأول معرض فني شاركت فيه فنانة سعودية، فلقد تخطينا التجربة، نحن في مجال تطوير الفن.

ماهي نصائحكِ للسعوديات اللواتي يمتلكن ميولا فنية ويسعين إلى تطويرها؟

مع تطورات بلدنا العظيمة، لا يوجد جدران تمنع التعلم والتثقف الفني، فهو يعتمد على الاجتهاد الشخصي، يجب عليها البحث والقراءة والممارسة في المجال.

ماهي طموحاتكِ المستقلبلية؟

اطمح دائمًا في تطوير الإخراج الفني في الأعمال والمعارض الفنية، وبدأ حركة جديدة يستفيد منها الفنانين على الصعيد الأول.. فالفن للفنان.

كلمة أخيرة..

لا تجعل ابداعك العظيم يعيش في مخيلتك، اصنعها واجعل عيناك تراه..

وكما قال الفنان (خالد العطاف):

"لفنك عليك حق".

وأخيرا..

أشكر أسرة مجلة "هي" على هذه الاستضافة، وأتمنى لها دوام التميز والنجاح.

حساب الفنانة "سمر المالكي" على الانستجرام.

الصور تم استلامها من الفنانة "سمر المالكي".